بحضور نحو ألفي ضيف من ملوك الدول والرؤساء وكبار الشخصيات، تم تتويج تشارلز الثالث ملكًا لبريطانيا في حفل تاريخي.
الملك تشارلز 74 عاماً، أصبح ملكاً فور وفاة والدته الملكة إليزابيث في سبتمبر 2022 بعد سبعة عقود على توليها ولاية العهد، وأصبحت الملكة كاميلا، 75 عاماً، ملكة قرين له في اليوم التالي، تم تنفيذ الخدمة التاريخية لتتويجهما في وستمنستر آبي اليوم 6 مايو.
ولم يتم التتويج على الفور احتراماً لفترة الحداد، وكذلك لإتاحة الوقت للاستعداد للاحتفال.
مراسم تتويج الملك تشارلز تستمر لـ 3 أيام:
وقد أجريت مراسم التتويج في كنيسة ويستمنستر بالعاصمة البريطانية لندن، بطقوس مسيحية استغرقت ساعتين، برئاسة جاسن ويلبي أسقف كانتربري، وهو تقليد متوارث منذ نحو ألف عام، إذ تُوج أسلاف الملك التسعة والثلاثون في كنيسة ويستمنستر منذ عام 1066، ومن المقرر أن تستمر المراسم لمدة 3 أيام، إذ تشمل احتفالا موسيقيا في قصر قلعة ويندسور غرب لندن مساء غد الأحد.
تفاصيل تتويج الملك تشارلز:
تم تنصيب الملك تشارلز بتاج القائد سانت إدوارد. تم إنشاء تاج سانت إدوارد، الذي يزن حوالي 5 أرطال، لأول مرة للملك تشارلز الثاني في عام 1661 كبديل للتاج السابق الذي تم صهره في عام 1649. وقال القصر إنه يعتقد أن الأصل يعود إلى القرن الحادي عشر- قديس ملكي في القرن، إدوارد، الذي كان آخر ملوك إنجلترا الأنجلو ساكسونيين.
يُستخدم تاج سانت إدوارد فقط لتتويج ملك أو ملكة جديدة خلال حفل التتويج، وقد اُستخدم آخر مرة في عام 1953 لوالدة الملك تشارلز؛ الملكة إليزابيث.
في الواقع، ارتدى الملك تشارلز تاجين في يوم تتويجه- لقد استبدل تاج سانت إدوارد بتاج إمبريال الدولة في نهاية الخدمة. غطاء الرأس أقل ثقلاً بقليل ويزيد وزنه قليلاً عن 2 رطل، ويتكون من 2868 ماسة من الفضة والأحجار الملونة من الذهب، بما في ذلك 17 حجر ياقوت و 11 زمرد و 269 لؤلؤة.
شوهد تاج إمبريال الدولة آخر مرة على نعش الملكة إليزابيث خلال جنازتها في سبتمبر، ويُستخدم أيضاً في المناسبات الاحتفالية، مثل الافتتاح الرسمي للبرلمان.
زيت من القدس في تتويج الملك تشارلز:
تقليد مسح جبين الملك وصدره بـ”الزيت المبارك” يعود لقرون، وفي العادة، كان يتم تحضير الزيت المقدس من خليط تقليدي من التوابل والزيوت العطرية النباتية والحيوانية. أما في هذه المرة، فتم استخلاص الزيت باستخدام الزيتون المقطوف من بساتين جبل الزيتون حول دير الصعود، وكنيسة مريم المجدلية، وهو مكان دفن جدة تشارلز، الأميرة أليس اليونانية.
ووفقا لتقرير في رويترز فقد تم تعطير الزيت بالسمسم والورد والياسمين والقرفة والجاوي وزهر البرتقال، بينما كان الزيت في السابق يحتوي على غدد قط الزباد والعنبر المستخرج من بطانة معدة الحوت، إضافة لإفرازات غزال المسك، ويعود سبب هذا التغيير لرغبة العائلة البريطانية المالكة في أن تتجنب الصراع مع منظمات حقوق الحيوان.
ويأتي تقليد المسح بالزيت المقدس الذي يتم جلبه خصيصا من القدس، من نصوص “سِفر الخروج” في الكتاب المقدس. فقد تم تركيبه من قبل بطريرك القدس ورئيس الأساقفة الأنجليكاني فيها.
الملكة كاميلا:
تم تسمية الملكة كاميلا رسمياً ملكة مع تاج الملكة ماري. التاج، المرصع بـ 2200 ماسة، ارتدته الملكة ماري، جدة تشارلز الكبرى، عندما شاركت في التتويج إلى جانب زوجها الملك جورج الخامس، في عام 1911. كانت هذه الماسات جزءاً من مجموعة مجوهرات الملكة إليزابيث الشخصية.
خدمة التتويج تقليد عريق:
اتبعت خدمة تتويج الزوجان الملكيان ما يقرب من ألف عام من التقاليد، مع الحدث الذي أجراه رئيس أساقفة كانتربري في كنيسة وستمنستر. قُدِّم للزوجين شعارات ملكية ودُهنوا بالزيت المقدس، وأقسم الملك على احترام القانون وكنيسة انجلترا.
بعد حفل التتويج في وستمنستر آبي، ركب الملك تشارلز والملكة كاميلا العربة الذهبية عائدين إلى قصر باكنغهام في موكب معروف باسم موكب التتويج. سيظهران لاحقاً لأول مرة في العهد الجديد على شرفة قصر باكنغهام إلى جانب أفراد العائلة المالكة.
